متى تعود !
صفحة 1 من اصل 1
متى تعود !
متى تعود !
منذ غبت صار الزمان عصيبا... وصارت الدنيا أوراق مبعثرة كغرف الأيتام... وصار الكون بلا معنى كجزيرة بلا ماء... كيف أداري أيامي وأيامي قد رحلت منذ زمن بعيد... أصبحت بعدكم أرتكب كل المعاصي... أزور كل حانات الليل وأقابل كل المشعوذين... وأزور كل المقابر ولا أعود إلا عند بزوغ الفجر... وأنسى نفسي وذاتي عند النوم ولا أرى في منامي إلا بيوت المهزومين... كأوراق الخريف أصبحت أتساقط مع الرياح... أرى وجوه أحبتي بين الغيوم ويتلاشى كل شيء عند سقوط المطر... أصبحت بلا أحاسيس ألاعب الموت والقتلة في نفس الحين... فيتغلب علي القتلة أحيانا ولكن لا أموت... حيث يكون القلب قيثارة في يدي الصحب فيشتد اللحن وقت القتل فأحيا من جديد... أسمع أصواتهم من بين صفير الأسلاك الشائكة... أترنم على طبولهم في الزنازين... أشم رائحة أناشيد الوطن تفوح من أفواههم كعبق الياسمين... هل رأيت يوما صحراء مقفرة تتلاعب فيها الأشجار وترقص على رمالها الأزهار؟هكذا أصبحت منذ دنا منها الصحب كربيع آذار... وجدت في جعبتي أمس مليون كلمه وبليار حرف... يتزخرف بها التاريخ محفورة على جدران مدينتنا الضائعة... أيها الصديق إن كنت حيا بسجن وأن كنت حيا بقبر... فأنت هنا بين ضلوعي مزامير حزن لعين... وجروحا لا تداوى... أبكي الليالي قيظا وغيظا حتى الدموع ذرفت دمعا على فراقك... تتراقص الدموع لوعة وحسرة... تتلاشى على إمتداد هذا الوطن علها تجد حزنها السليب... ترتمي في أحضانه فتصبح ماء عذبا بيديه... للبيت يعيد الحياة لكل ما فيه ذاك البيت الذي عفا عليه الزمان عصورا... وعاث به المتطفلون دمارا... إني الآن أموت إحتضارا وأشتعل احتراقا... أما آن أن تعود أما آن للأغلال أن تلين وللأصفاد أن تستكين... أعرف أن الزنازين طويل ليلها لكن الصبح قريب أكثر... أعرف أن الأسلاك الشائكة عالية لكن الجباه تعانق السماء... أعرف أن الطريق صعب وموحش لكن بساتين قريتنا فسيحة ونسيمها عليل تعانق جبالها الهامات وترقص في سهولها أرواح من مضوا من أجل أن نحيا... هكذا يفسر الأشتياق وهكذا الشوق يقتل الفراق... أدمنت الليل في زقاق الحارات الضيقة وأوحشني شروق الشمس وأخافني الغروب... أصبحت كالشريد أرتقب كل العابرين من شوارع ضيعتنا أتفحص كل الوجوه أتأمل كثيرا وأحدق بلا نهاية... أقف عند الشرفات طويلا أحمل رقما رمزا لونا يشبه وجوه الأحرار... أنصت رافعا يدي وبصوت خافت هل من عائد ؟...أنادي من بين الجموع يرتد الصدى بلا معنى... يخيم الصمت وأرحل ألى منافي الحزن من جديد... أتصلب على جذوع الهم أحتضن أطرافي من دموع التائهين... وبعد السبات في أروقة الضعف والهزيمه يعود الشك إيمانا ...إيمانا بأن الأبواب المغلقة ستشرع... وبأن الدروب ألى قريتنا مفتوحة... إيمانا بأن الأيادي ستتصافح من جديد وأن الوجوه ستبتسم يوما... سنعود لشرب قهوة الصبح معا... ونأكل العنب على سفوح بيادرنا معا... ونساهر قمر زيتونة معا... وننام على ترانيم الوطن معا... ونتزوج الحرية معا... إلى الأبد.. إلى الأبد .
Silver
منذ غبت صار الزمان عصيبا... وصارت الدنيا أوراق مبعثرة كغرف الأيتام... وصار الكون بلا معنى كجزيرة بلا ماء... كيف أداري أيامي وأيامي قد رحلت منذ زمن بعيد... أصبحت بعدكم أرتكب كل المعاصي... أزور كل حانات الليل وأقابل كل المشعوذين... وأزور كل المقابر ولا أعود إلا عند بزوغ الفجر... وأنسى نفسي وذاتي عند النوم ولا أرى في منامي إلا بيوت المهزومين... كأوراق الخريف أصبحت أتساقط مع الرياح... أرى وجوه أحبتي بين الغيوم ويتلاشى كل شيء عند سقوط المطر... أصبحت بلا أحاسيس ألاعب الموت والقتلة في نفس الحين... فيتغلب علي القتلة أحيانا ولكن لا أموت... حيث يكون القلب قيثارة في يدي الصحب فيشتد اللحن وقت القتل فأحيا من جديد... أسمع أصواتهم من بين صفير الأسلاك الشائكة... أترنم على طبولهم في الزنازين... أشم رائحة أناشيد الوطن تفوح من أفواههم كعبق الياسمين... هل رأيت يوما صحراء مقفرة تتلاعب فيها الأشجار وترقص على رمالها الأزهار؟هكذا أصبحت منذ دنا منها الصحب كربيع آذار... وجدت في جعبتي أمس مليون كلمه وبليار حرف... يتزخرف بها التاريخ محفورة على جدران مدينتنا الضائعة... أيها الصديق إن كنت حيا بسجن وأن كنت حيا بقبر... فأنت هنا بين ضلوعي مزامير حزن لعين... وجروحا لا تداوى... أبكي الليالي قيظا وغيظا حتى الدموع ذرفت دمعا على فراقك... تتراقص الدموع لوعة وحسرة... تتلاشى على إمتداد هذا الوطن علها تجد حزنها السليب... ترتمي في أحضانه فتصبح ماء عذبا بيديه... للبيت يعيد الحياة لكل ما فيه ذاك البيت الذي عفا عليه الزمان عصورا... وعاث به المتطفلون دمارا... إني الآن أموت إحتضارا وأشتعل احتراقا... أما آن أن تعود أما آن للأغلال أن تلين وللأصفاد أن تستكين... أعرف أن الزنازين طويل ليلها لكن الصبح قريب أكثر... أعرف أن الأسلاك الشائكة عالية لكن الجباه تعانق السماء... أعرف أن الطريق صعب وموحش لكن بساتين قريتنا فسيحة ونسيمها عليل تعانق جبالها الهامات وترقص في سهولها أرواح من مضوا من أجل أن نحيا... هكذا يفسر الأشتياق وهكذا الشوق يقتل الفراق... أدمنت الليل في زقاق الحارات الضيقة وأوحشني شروق الشمس وأخافني الغروب... أصبحت كالشريد أرتقب كل العابرين من شوارع ضيعتنا أتفحص كل الوجوه أتأمل كثيرا وأحدق بلا نهاية... أقف عند الشرفات طويلا أحمل رقما رمزا لونا يشبه وجوه الأحرار... أنصت رافعا يدي وبصوت خافت هل من عائد ؟...أنادي من بين الجموع يرتد الصدى بلا معنى... يخيم الصمت وأرحل ألى منافي الحزن من جديد... أتصلب على جذوع الهم أحتضن أطرافي من دموع التائهين... وبعد السبات في أروقة الضعف والهزيمه يعود الشك إيمانا ...إيمانا بأن الأبواب المغلقة ستشرع... وبأن الدروب ألى قريتنا مفتوحة... إيمانا بأن الأيادي ستتصافح من جديد وأن الوجوه ستبتسم يوما... سنعود لشرب قهوة الصبح معا... ونأكل العنب على سفوح بيادرنا معا... ونساهر قمر زيتونة معا... وننام على ترانيم الوطن معا... ونتزوج الحرية معا... إلى الأبد.. إلى الأبد .
Silver
ثيادورا- عضو جديد
- عدد المشاركات : 7
العمر : 44
العمل/الترفيه : موظف
المزاج : رايق
السٌّمعَة((نظام النقاط الخاصة بتقييم الأعضاء )) : 1
تاريخ التسجيل : 16/05/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى