عن اهل غزة الكرام

من طرف **الحارس** الإثنين يونيو 15, 2009 4:56 pm

كان يوماً كباقي أيامنا... نعانق الشمس إذا طلعت ونتبادل الأمنيات التي نرجو أن تتحقق مع تمدد ضوء الشمس علينا أنا وأخوتي
فمنّا من يتمنى أن نزيد لنسبق جيراننا لإستقبال الشمس... فمنذ أن تزوج إبن جيراننا أحمد وأرتفع بيتهم عن بيتنا أصبحنا نصحو متأخرين
ومنا من يتمنى ان تزيد الشمس إسمرارها حتى تتميز عنا جميعاً فتكون سبباً لكسوة جديدة, أو بعض إهتمام
ترتفع الشمس وتشتد فتزيد من شدتنا وغلبتنا
فنحن هنا منذ بضع قرون... وهنا كان أباؤنا الأولون...
ويزيد ضجيج المدينة شيئاً فشيئاً حتى لا نكاد نسمع أصواتنا
ثم ما يلبث أن يتبدد ليستقر مكانه الهدوء... كأنه لص يسرق الضوء من بين الأبنية
يلملم الناس من الطرقات... يطفئ نار المصانع وأصوات المحركات
وتأخذ الشمس بالغروب تعانق الزهور... تحنيهم إليها فتقبلهم لتهمس لهم
موعدنا بعد حين
وتترك وشاحاً أحمر اللون مائلاً للصفرة على أكتافنا... وتقبّل الأرض بعدنا
وننام يوماً بعد يوم... لننتظرها من جديد
هذه كانت أيامنا وكانت ليست بالبعيد
حتى أتى اليوم الموعود
ففي وسط الضجيج إلتمسنا الهدوء... فلم نلقى إلا لهيب
وأحمر لوننا قبل المغيب
وتناثرت اللوحة ممتدة على أرض تصدعت
وتفرقنا أنا وأخوتي... وتفرقت أحلامنا بيننا
وتناثرنا بين البيوت...
أصبحت بعيدة غن أخوتي
ناديتهم بصوتٍ باهتٍ...هل من مجيب؟
كلا فليس هناك إلا الموت
والدمار
تفرقنا فلم يراعي هادمنا أعمارنا
ولم يراعي ساكنينا...
لم يراعي فينا لا قديمنا ولا حديثنا
لا سليمنا ولا سقيمنا
فكلنا عنده سواء
حاضر ومستقبل لتاريخ قديم
جذوره من قبل الأزل غرست لتبقى إلى اليوم المشهود
هدمت غزة يوماً ولكن سنبنيها من جديد
بعزائمنا ستبنى وبدم شهدائنا سنسقى
ولنشتد فنبقى
أنا طوبة في بيت من بيوت غزة
ولكن قصتي شملت كل غزة
وأنتم شهود